درس اليوم

ربي يقول "اشداء على الكفار رحماء بينهم" صدق الله العظيم ... عرب اليوم رحماء على الكفار اشداء بينهم ... لم تهن امتنا من عدم

دراسة تحقيقية في العقيدة الوهابية (الجزء الثامن )


اختفى فكر ابن تيمية خلال الخلافة العثمانية و أصبح وجوده مقتصرا على رفوف المكتبات و لم يظهر إلا في الحقبة الأخيرة لهذه الدولة بسبب سرطان يهود الدونمة الذي أصاب كل مفاصل الدولة العثمانية و بسبب أطماع الغرب الذي بدأ يتعمق جواسيسه في العمق الاسلامي وعاد كذلك بعض اليهود الذين عاشت خيبر في ثقافتهم المنقولة من جيل إلى جيل للبحث عن بني جلدتهم المختفين في جبال نجد

تشير بعض القرائن التاريخية إلى أن اليهود الذين هربوا من خيبر بعد فتحها عادوا تدريجيا إلى وادي القرى في عهد أمير المؤمنين عبد الملك ابن مروان ابن الحكم 685-705 كما قال الرحالة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر المَقْدِسِيّ.

كما يروي أحد الحاخامات اليهود سنة 1488 و يدعى عوفديا ابن ابراهيم ابن بيرتينورا  עובדיה בן אברהם מברטנורא  أن هناك حضورا يهوديا في شبه الجزيرة العربية

يقول اسحاق ابن زيفي יצחק בן צבי في كتابه القبائل المتناثرة  (Isaac Ben Zvi, Les Tribus dispersées, Les Éditions de Minuit, 1959, page 150) : المسلمون الذين يغادرون مصر للذهاب إلى الحج بمكة كانوا يقطعون مسافات كبيرة  في الصحراء كانوا يجتمعون في قافلة تضم أربعة آلاف جمل ,في بعض الأحيان كانت تغير عليهم قبيلة قوية و كان أفرادها عمالقة يستطيع الواحد منهم حمل جمل و قتال ألف رجل و يعتقد أنهم ينحدرون من اليهود الخيبريين


يتطابق هذا مع ما كان يقوم به ابن سعود و ابن عبد الوهاب عندما كانا يعترضان لقبائل الحجاج 

في سنة 1524 كان هناك يهودي إسمه دافيد رابوني דוד הראובני ذهب إلى إيطاليا للقاء البابا  Clément VII بصفته حفيدا لسليمان عليه السلام و وسفيرا لمملكة خيبر المفقودة وكأخ ليوسف ملك هذه المملكة المفقودة حسب أقواله .في سنة 1521 وضع السلطان سليم الأول يده على مصر و هذا أثر سلبا على التجار اليهود المقيمين في البرتغال فاقترح هذا اليهودي على البابا إنشاء قوة يهودية مسيحية ضد العثمانيين و وصل هذا اليهودي إلى البرتغال عام 1525 و قابل ملك البرتغال Jean III الذي وعده أن يعطيه ثمانية سفن لإحتلال القدس و جعلها إسرائيل لكن من سوء طالعه ظهر دجال يهودي آخر اسمه سلمون شلومو שלמה מולכו‎ إدعى أنه نبي و نشر دعوته بين يهود اسبانيا و البرتغال لإنشاء مملكة اليهود فعلم بذلك ملك اسبانيا و جعل حياة اليهود جحيما.

في سنة 1535 يهودي من فلسطين اسمه دافيد حرومين تحدث عن القبائل اليهودية المفقودة في شبه الجزيرة العربية قائلا في(Idem, page 153.) قمت بأبحاث عن الموضوع فهي قصة عجيبة ومن الصعب التحقق منها لأن الأمر يسغرق مسير سن  إلى هناك لكن من مصادر مختلفة استطعت ربطها تمكنت من معرفة طريق إليهم من مكة حيث أنهم يعيشون في الصحراء تحت الخيام و يشاركون البدو حياتهم فعندما يذهب يهودي غريب إلا هناك يجد حماية و ترحيبا من البدو خلال سفره و هذه القصة سمعتها من شهود مختلفين.

في عام 1605, طبيب السلطان سليمان القانوني اليهودي الذي يدعى ابرهيم ابن مقداش قال : في وادي القرنين على بعد يومين من مكة يوجد يهود لديهم زعيم و يملكون ثلاثة قلاع. (Idem, page 153.)

جميع هذه المعطيات تشير إلى يهود يرتحلون مع قطاع طرق عرب في أطراف الحجازخلال الحكم العثماني

في أواسط القرن السابع عشر يقول الرحالة الفرنسي Leblanc  أنه عند سفره لمكة التقى مجموعات يهودية ,بعد مغادرة جبل موسى بسيناء وصلناا الى قرية يهودية Joussara بالجبال يتجول أفرادها شبه عراة (Idem, page 154.

أكد Leblanc أن هؤلاء معروفون بعدوانيتهم و قسوتهم

في نفس الحقبة المستكشف danois Carsten Niebuhr يعطينا تفاصيل أخرى  : في مناطق بعيدة من شبه الجزيرة العربية ليس هنالك فقط يهود معزولون بل قبائل يهودية,يسكنون جبال الحجاز القريبة من خيبر .أكثر ما يكرهه عرب الشمال هو اسم خيبر لأنه بنظرهم ليس هناك قوم أسوء من المنحدرين من أصول خيبرية ,إنهم يجزمون أن قوافلهم تتعرض للهجوم من يهود خيبر:يقال إن مشايخ خيبر في الحجاز و مشايخ عنزة في نجد هم حقا قادة جيش , ليست هنالك أي علاقات تقريبا مع محيطهم

Niebuhr لم يقتصر على الوصف بل أعطانا أسماء هذه القبائل : بنو مزيد وبنو عنزة وشحان (Carsten Niebuhr, Beschreibungen von Arabien, Copenhague, 1772, page 25.)

طوال القرن التاسع عشر مكتشفون حاولوا العثور على يهود خيبر لكن لم يجدوا سوى 500 لاعربي و كالرحالة الإيطالي   Carlo Guermani  سنة 1864 الذي وجد واحة خيبر لكن لم يجد أي ساكن يهودي و كالمستكشف الإنجليزي  Charles Doughty الذي قام بالعديد من الأبحاث حول القبائل اليهودية المفقودة لكنه لم يجد أي أثر لها

اسحاق ابن زيفي (1884-1964) مؤسس معهد البحث في المجتمعات اليهودية الشرقية و الرئيس الثاني للكيان الصهيوني يحل لغز هذه الأحجية في كتابه Les Tribus dispersées, pages 166-167 :
وجود قبائل يهودية متفرقة تم رصده في شمال شبه الجزيرة في منتصف القرن السابع عشر عند بداية ظهور الوهابيين  , فهل هناك رابط بين الظاهرتين ؟ ظهور هذه الطائفة المتعصبة الثورية التي تريد أن تطهر الإسلام من التأثيرات الوثنية كعبادة الأولياء و إعادته إلى هيئته الأولى و ما هي نتائجه الوخيمة على تلك القبائل؟ لا شيء مؤكد غير أنه من الممكن أن يتم تحالف بينها و بين الوهابيين على أساس معاداة المسلمين و نبيهم وخلفائهم و أوليائهم .في هذه النظرية الأخيرة يمكننا استنتاج أن اليهود تحالفوا مع الوهابيين على أساس الحفاظ على عاداتهم خاصة كما يقومون به في يوم السبت و استحضار El Shaddai אל שדי .وحده بحث مفصل يقترب من البدو الذين يعتبرون ذوي عروق يهودية يمكن أن يعطينا رأيا نهائيا. يمكننا التقدم و الذهاب بعيدا في استنتاجاتنا أبعد مما وصل إليه Doughty فلا تستبعد فرضية ممارسة عادات سرية يهودية شبيهة بمارانوس (طائفة يهودية) إسبانيا و البرتغال أو يهود مشهد بإيران : عقيدة دينية بوجهين ظاهرها عام و باطنها خاص وهذا شيء جرت به العادة في الشرق الأوسط فالدروز مثلا لمئات السنين لن تفرق بينهم و بين محيطهم الإسلامي فقد كانوا يخشون الإقصاء لكن بعد مجيء الإنجليز و الفرنسيين أظهروا عقائدهم و مارسوها تماما كالبدو المسلمين ظاهريا لكنهم يحتفظون لنا بكثير من المفاجئات؟

المفاجئة عندما أعلن الملك فيصل ابن عبد العزيز (1906-1975) في جريدة Washington Post (édition du 17 septembre 1969) : نحن العائلة السعودية ,نحن أقرباء اليهود, نحن على خلاف مع أي عربي أو أي حكومة مسلمة تعادي اليهود الذين يجب أن نعيش معهم في سلام ,بلدنا هو المنبع الذي انطلق منه اليهود الذين انتشروا في كل بقاع العالم

من هذه الشهادات التاريخية يتأكد لنا 

  • أنه ظهور Sabatay Sevi غير استراتجية الفكر اليهودي و جعله يتلون و يتكيف ظاهريا مع محيطه 
  • اهمال الدول الإسلامية لأطرافها المترامية و نسيانها لأصل حضارتها و قوتها مما جعل قلب الأمة يسقط في يد الصهيونية


















مشاركة على

HALBABA

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق